ماهو التخبيب بين الزوجين وما حكمه

ماهو التخبيب . نقف اليوم مع آفة من أشد آفات المجتمعات اليوم . هذه الآفة باتت تهدد الأسر بل والمجتمع بأسره . لما لها من آثار سلبية، وعواقب وخيمة، هذه الآفة يفعلها بعض الناس ويجهلون خطورتها . وعدّها أهل العلم بأنها باب عظيم من أبواب الكبائر،حيث أن التخبيب . فيروس من فيروسات الحياة الزوجية .
ماهو التخبيب
التخبيب هو إفساد المرأة على زوجها أو إفساد الرجل على زوجته. كتلك المسألة الكثيرة اليوم ممن يخبب ويفسد صفو العلاقة الزوجية التي تعد أساس سعادة الأسرة بأكملها. فكم من الصديقات المقربات أو الأخوات أو الإخوان أو أي شخص قريب للزوجة سواء كان ذكرا أو أنثى يدخل في الشؤون الزوجية ويفسدها. وكذلك الأمر بالنسبة للزوج فكم من الأصدقاء المقربين. أو أي شخص قريب منه سواء كان ذكرا أو أنثى يعطيه مساحة للتكلم والتدخل في شؤونه الزوجية فيفسدها.
وأيضا يمكن الجواب على سؤال ماهو التخبيب أنه إفساد قلب المرأة على زوجها. والعبد على سيده لما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ملعون من خبب امرأة على زوجها أو عبداً على سيده”. نعوذ بالله من ذلك سنن أبي داود. ولقد حدث الحسن بن علي ثنا زيد بن الحباب ثنا عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى عن عكرمة عن يحيى بن يعمر عن أبي هريرة قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده ” قال الشيخ الألباني : صحيح مسند الإمام أحمد

فالمفسدون أصبحوا كثرا في هذا الزمان لعنهم الله. والغالبية يكون فعلهم هذا مقصودا. والبعض الآخر بدون قصد او نية. فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم «إن العبد ليتكلم بالكلمة ـ من رضوان الله ـ لا يلقي لها بالا. يرفعه الله بها في الجنة. وإن العبد ليتكلم بالكلمة ـ من سخط الله ـ لا يلقي لها بالا. يهوي بها في جهنم» (البخاري ومسلم).
ويدخل ايضا فى معنى التخبيب . اى افساد المراة في حق زوجها ان يتعمد احدهم ان كان زميلا فى عمل او جار فى سكن. او وسائل التواصل الاجتماعي. ان يظهر احسن واجمل ما فيه متعمدا بنية افساد قلب المراة في علاقتها بزوجها وجعلها تتعلق به … وكذلك العكس من تخبيب المراة للرجل على زوجتة … والله تعالى اعلى واعلم …
حكم التخبيب بين الزوجين
نظراً للنتائج السيئة والمدمّرة التي تتركها الغيبة في حياة الأزواج. حيث تؤدي في كثير من الحالات إلى إشعال نار العداوة والبغضاء و الدمار الشامل للأسرة، فقد حرّمها الإسلام.
ولهذا فإن تخبيب الزوجة على الزوج من الكبائر. لكون السعي لفراق الزوجين وخروجها عن الطاعة حتى يتم الفراق. من الكبائر وصاحبه لا يفلح أبداً. والنكاح الذي جاء بعد التخبيب لا يمكن أن يكون نكاحاً صالحاً ولا يمكن أن تترتب عليه الذرية الصالحة. وإذا عرفت هذه الزوجة أن ذلك الرجل خببها على الزوج وكان سبباً في مسألتها الطلاق له فعليها أن لا تجيبه. إذا خطبها وأن لا تتزوج منه. وإذا كان الزواج حصل فهو زواج صحيح ولكنه غير مبارك. فعلى ذلك الرجل أن يذهب إلى الزوج الأول وأن يستسمحه. وإذا طلب منه مقابلاً للسماح له والرضا عنه فليدفع إليه ذلك. فإن هذا من الحقوق التي لا بد من قضائها قبل أن لا يكون دينار ولا درهم.
كيف يتم بين الزوجين
إن المنافقين والشياطين يفسدون العلاقة الزوجية بصور كثيرة من أهمها :
1) المشي بين المتزوجين بالنميمة والاستغابه وكلام السوء .
2) إفساد الرجل على زوجته: بتأليف مساوئ لها وذم أخلاقها، أو ذم أهلها وتحريضه على فراقها وتعبئة رأس الرجل بأن الزوجة هي الغريبة ، حتى لو عاش معها حلو الحياة ومُرها لمده تقارب نصف قرن . ثم يعبئون في رأسه بأن الأجنبيات الجدد بأنهن القريبات.
3) تحريض وتشجيع الرجل على كراهية الزوجة وإنكار العشرة و التخبيب: مكافحة الزوجة من أول الطريق وتعبئة رأس الرجل بأن دمار أسرته وتشتيت أبنائه هو المفتاح السحري لنجاحه الأبدي. وأيضا يتم تعبئة رأس الزوج بأن الزواج محدد لأجل وبأن زواجه من زوجته له تاريخ انتهاء بمجرد بلوغ الأبناء.و يتم أيضا تعبئة الزوج والأب ضد زوجته وأبنائه وبناته. وغسل دماغه حتى يترك البيت ويتجرد من مشاعر الأبوه بالعيش بعيدا عن بناته ومقاطعتهم.
بالإضافه الي تدمير بيت الأسره وتشتيتهم. يعني بالإختصار تهميش مسؤوليته عن الأسرة والزوجة والأولاد. والتشجيع على بناء حياة جديدة للزوج على أنقاض البيت بهد هدمه بقلب بارد . إن الواجب على الزوج عدم الإستماع لهذا الإفساد والتحريض لأن ذلك من المعصية وفيه ظلم للزوجه والأبناء.
(4) تدخل المخربين بين بين الزوجين ، والسعي فى حصول الطلاق : نظراً للنتائج السيئة والمدمّرة التي تتركها الغيبة والنميمة في حياة الناس والأزواج ، حيث تؤدي في كثير من الحالات إلى إشعال نار العداوة والبغضاء ودمار البيوت ، فقد حرّمها الإسلام واعتبر المغتاب الذي يشتغل بالإفساد كمن يتناول لحم أخيه ميتاً.
قال تعالى: { ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم} [الحجرات:12].
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا اجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُواْ ولا يَغْتَبْ بعْضُكُم بَعْضاً أيُحبُّ أحدُكُم أن يأكُل لَحْمَ أخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوه واتقُوا اللهَ إن اللهَ توابٌ رحيمٌ﴾
ولهذا يجب على كلا الزوجين تجنب التخبيب ومجالس الفتنة والابتعاد عن أصدقاء السوء الذين يؤججون نار الفتنة ، فإن أهل السوء يغرون بالفرقة ويحرضون على دمار البيوت وتشتيت الأسر عن طريق الإفساد بين الأزواج والغيبه والنميمة.
اللهم احفظ بيوت المسلمين من المخببين والمخببات .
اللهم آمين يارب العالمين